فصل: قال بيان الحق الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال بيان الحق الغزنوي:

سورة الجن:
{تعالى جد ربنا} [3] سلطانه وعظمته. عن أنس: «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا»، أي عظم.
{سفيهنا} [4] إبليس.
{شططا} [4] كفرا وكذبا لبعده عن الحق.
{يعوذون برجال} [6] كان الرجل في الجاهلية إذا نزل بوادٍ نادى: إني أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه.
{رهقا} [6] فسادا وإثما. قال الأعشى:
لا شيء ينفعني من دون رؤيتها ** هل يشتفي عاشق ما لم يصب رهقا

أي: زاد الإنس الجن باستعاذتهم غيا وإثما.
{وأنا لمسنا السماء} [8] طلبنا، بمعنى التمسنا.
{ملئت حرسا} [8] ملائكة.
{وشهبا} [8] كواكب الرجم. وعن الزهري، وغيره: أن النجوم كانت تنقض قبل المبعث، إلا أنه زيد عند البعث زيادة لا إلى حد.
واستشهد بقول الأفوه الأودي:
إن يجل مهري فيكم جولة ** فعليه الكر فيكم والغوار

كشهاب الرجم يرميكم به ** فارس في كفه للحرب نار

والصحيح أن الرجم كان على عهد رسول الله إرهاصا لنبوته، وتمهيدا لدعوته. ورأيت عدة نسخ من ديوان الأفوه: كشهاب القذف.........، وهو النار التي يرمي بها البحريون في الحرب. وما في كتب أهل الحساب من علله وأسبابه، فذلك من زيادة المترجمين، فإنهم ضموا إلى كلام صاحب المنطق أشياء كثيرة، توسعا في القول وتصرفا، وكذلك من بعدهم عليهم.
{طرائق قددا} [11] فرقا شتى، جمع قدة. وقيل: أهواء مختلفة، كما قال الراعي:
ضافي العطية معصيه وواعده ** سيان أفلح من يعطي ومن يعد

القابض الباسط الهادي لطاعته ** في فتنة الناس إذ أهواؤهم قدد

{القاسطون} [14] الجائرون. قال الشاعر:
قوم هم قتلوا ابن هند عنوة ** ظلما وهم قسطوا على النعمان

{تحروا رشدا} [14] التحري: تعمد الصواب.
{وألو استقاموا على الطريقة} [16] أي: طريقة الكفر، لزدنا في نعيمهم وأموالهم فتنة. قال عمر: حيث كان الماء كان المال، وحيث كان المال كانـت الفتنة.
وقيل: على عكس ذلك، أي: على طريقة الإسلام، لوسعنا عليهم. وقيل: إنه كناية عن إدرار مواد الهوى عليهم، فتكون الفتنة بمعنى التخليص، كقوله: {فنجيناك من الغم وفتناك فتونا}. والغدق: العذب والعين. وقيل: الغمر الغزير. وذكر بعضهم أن كل ما في السورة من (أن) المكسورة المثقلة فهو حكاية قول الجن، وكل ما فيها من (أن) المفتوحة مخففة أو مثقلة فهو ابتداء قول الله.
{صعدا} [17] شديدا شاقا.
{وأن المساجد لله} [18] ما يسجد على الأرض من جسد المصلي.
{لبدا} [19] جمع لبدة، و{لبدا} جمع لبدة، مثل: حذوة وحذوة، وربوة وربوة، أي: ازدحم الجن على النبي عليه السلام، حتى كاد يركب بعضهم بعضا كتراكب اللبد. {من رسول} [27] يعني جبريل.
{رصدا} [27] طريقا. أي: نجعل له إلى علم بعض ما كان قبله، وما يكون بعده طريقا. وقيل: إن الرسول: النبي عليه السلام، (والرصد): الملائكة يحفظونه من الجن والإنس.
{ليعلم أن قد أبلغوا} [28] على القول الأول: ليعلم محمد أن جبريل أبلغ، وما نزل جبريل بشيء إلا ومعه أربعة من الملائكة حفظة. وقيل: ليعلم محمد أن الرسل المتقدمين أبلغوا. وقيل (ليعلم الله)-وإن كان عالما من قبل- ولكنها لام العاقبة، أي: ليتبين علم الله.
وهذا أوجه لا تصالــه بقوله: {وأحاط بما لديهم}.
تمت سورة الجن. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الجن:
{قُلْ أوحي إليّ أنّهُ اسْتمع نفرٌ مِّن الْجِنِّ فقالواْ إِنّا سمِعْنا قرآنا عجبا}
قال: {قُلْ أوحي إليّ أنّهُ اسْتمع نفرٌ} فألف {أنه} مفتوحة لأنه اسم ثم قال: {وأنّهُ تعالى جدُّ ربِّنا} [3] على الابتداء اذا كان من كلام الجن فان فتح جعله على الوحي وهو حسن.
{وأنّا لمسْنا السّماء فوجدْناها مُلِئتْ حرسا شدِيدا وشُهُبا}
وقال: {وشُهُبا} وواحدها: الشِّهابُ.
{لِّنفْتِنهُمْ فِيهِ ومن يُعْرِضْ عن ذِكْرِ ربِّهِ يسْلُكْهُ عذابا صعدا}
وقال: {لِّنفْتِنهُمْ فِيهِ} لأنك تقول (فتنْتُه) وبعض العرب يقول (أفْتُنُه) فتلك على تلك اللغة. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الجن:
1- {نفرٌ مِن الْجِنِّ} يقال: (النفر) ما بين الثلاثة إلى العشرة.
3- {وأنّهُ تعالى جدُّ ربِّنا ما اتّخذ}... قال مجاهد: جلال ربنا.
وقال قتادة: عظمته.
وقال أبو عبيدة ملكه وسلطانه.
4- {يقول سفِيهُنا}: جاهلنا، على اللّهِ شططا أي جورا في المقال.
6- {فزادُوهُمْ رهقا} أي ضلالا.
وأصل (الرّهق): العيب. ومنه يقال: يرهّق في دينه.
8- (والشهب): جمع (شهاب)، وهو: النجم المضيء.
9- و(الشهاب الرصد): الذي قد أرصد به للرّجم.
11- {كُنّا طرائِق قِددا} أي كنا فرقا مختلفة أهواؤنا.
و(القدد): جمع (قدة)، وهي بمنزلة قطعة وقطع في التقدير والمعنى.
12- {وأنّا ظننّا أنْ لنْ نُعْجِز اللّه} أي استيقنا.
13- {فلا يخافُ بخْسا}، أي نقصا من الثواب، ولا رهقا أي ظلما.
وأصل (الرهق): ما رهق الإنسان من عيب أو ظلم.
14- {والْقاسِطُون}: الجائرون. يقال: قسط، إذا جاز.
وأقسط: إذا عدل.
{فأُولئِك تحرّوْا رشدا} أي توخّوه وأمّوه.
16- {وأنْ لوِ اسْتقامُوا على الطّرِيقةِ} يقال: طريقة الكفر، {لأسْقيْناهُمْ ماء غدقا}. و(الغدق): الكثير. وهذا مثل (لزدناهم في أموالهم ومواشيهم). ومثله: {ولوْلا أنْ يكُون النّاسُ أُمّة} [الزخرف: 33]، أي كفرة كلهم. هذا بمعنى قول الفراء.
وقال غيره: (وأن لو استقاموا على الهدى جميعا: لأوسعنا عليهم).
17- {لِنفْتِنهُمْ فِيهِ} أي لنختبرهم، فنعلم كيف شكرهم.
{يسْلُكْهُ عذابا صعدا}، أي عذابا شاقا. يقال: تصعدني الأمر، إذا شقّ عليّ.
ومنه قول عمر: «ما تصعّدني شيء ما تصعّدتني خطبة النكاح».
ومنه قوله: {سأُرْهِقُهُ صعُودا} [المدثر: 17] أي عقبة شاقة.
ونرى أصل هذا كلّه من (الصّعود): لأنه شاقّ، فكنّي به عن المشقات.
18- {وأنّ الْمساجِد لِلّهِ} أي السّجود للّه. هو جمع (مسجد)، يقال: سجدت سجودا ومسجدا، كما يقال: ضربت في البلاد ضربا ومضربا. ثم يجمع فيقال: المساجد للّه. كما يقال: المضارب في الأرض لطلب الرزق.
19- {وأنّهُ لمّا قام عبْدُ اللّهِ يدْعُوهُ} أي لمّا قام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إليه، كادُوا يكُونُون عليْهِ لِبدا أي يلبدون به ويتراكبون: رغبة في القرآن، وشهوة لاستماعه.
وهو جمع (لبدة)، يقال: غشيته لبة من الحرام، أي قطعة لبدت به.
22- {ولنْ أجِد مِنْ دُونِهِ مُلْتحدا} أي معدلا وموئلا.
23- {إِلّا بلاغا مِن اللّهِ ورِسالاتِهِ} هذا استثناء من {لا أمْلِكُ لكُمْ ضرّا ولا رشدا} [21]: إلا أن أبلغكم.
25- {أمْ يجْعلُ لهُ ربِّي أمدا} أي غاية.
26- و27- {عالِمُ الْغيْبِ فلا يُظْهِرُ على غيْبِهِ أحدا إِلّا منِ ارْتضى مِنْ رسُولٍ} أي اصطفى للنبوة والرسالة: فإنه يطلعه على ما شاء من غيبه، {فإِنّهُ يسْلُكُ مِنْ بيْنِ يديْهِ ومِنْ خلْفِهِ} أي يجعل بين يديه وخلقه رصدا من الملائكة: يدفعون عنه الجن أن يسمعوا ما ينزل به الوحي، فيلقوه إلى الكهنة قبل أن يخبر به النبيّ صلى الله عليه وسلم الناس.
28- {لِيعْلم} محمد أن الرسل قد بلّغت عن اللّه عز وجل، وأن اللّه حفظها ودفع عنها، وأحاط بما لديها.
ويقال: ليعلم محمد أن الملائكة- يريد جبريل- قد بلّغ رسالات ربه.
ويقرأ: {لتعلم} بالتاء. يريد: لتعلم الجنّ ان الرسل قد بلّغت عن إلههم بما ودّوا: من استراق السمع. اهـ.

.قال الغزنوي:

ومن سورة الجن:
3 {تعالى جدُّ ربِّنا}: عظمته. عن أنس رضي اللّه عنه: «كان الرّجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا»، أي: عظم.
4 {سفِيهُنا}: إبليس.
{شططا}: كفرا لبعده عن الحق.
6 {يعُوذُون}: كان الرجل في الجاهلية إذا نزل بواد، نادى: أعوذ بسيّد هذا الوادي من سفهائه.
{رهقا}: فسادا وإثما.
8 {لمسْنا السّماء}: طلبنا، أي: التمسنا.
{مُلِئتْ حرسا}: ملائكة، {وشُهُبا}: كواكب الرجم.
9 {رصدا}: أي: إرصادا، إرهاصا، أي: إعظاما للنبوة من قولهم رهصه اللّه: إذا أهله للخير.
11 {طرائِق قِددا}: فرقا شتّى. جمع (قدّة). وقيل: أهواء مختلفة.
14 {الْقاسِطُون}: الجائرون.
{تحرّوْا}: تعمّدوا الصّواب.
16 {وأنْ لوِ اسْتقامُوا على الطّرِيقةِ}: أي: على طريقة الكفر لزدنا في نعمتهم وأموالهم فتنة، قال عمر رضي اللّه عنه: «حيث الماء كان المال وحيث المال كانت الفتنة».
وقيل على عكسه، أي: على طريقة الحق لوسّعنا عليهم.
وقيل: هو إدرار مواد الهوى، فتكون (الفتنة) بمعنى التخليص كقوله: {فنجّيْناك مِن الْغمِّ وفتنّاك فُتُونا}.
و(الغدق): الغمر الغزير.
17 {صعدا}: شديدا شاقا.
18 {وأنّ الْمساجِد لِلّهِ}: ما يسجد من جسد المصلى.
19 {لِبدا}: جمع (لبدة)، و(لبدا) جمع (لبدة)، أي: ازدحم الجنّ على النّبيّ عليه السلام حتى تراكب بعضهم بعضا تراكب اللّبد.
27 {رصدا}: طريقا إلى علم بعض ما قبله وما يكون بعده، والرسول: النبي عليه السلام، والرّصد: الملائكة يحفظونه، ليعلم النّبيّ أنّ الرّسل المتقدمين أبلغوا، أو ليعلم النّاس ذلك، أو ليعلم اللّه. لام الصيرورة، أي: ليتبين علم اللّه. اهـ.